ثانوية جابر بن حيان بحاسي بلال – إقليم جرادة –
شهدت ثانوية جابر بن حيان غليانا وسخطا عارمين لما أضحت علية الثانوية من مشاكل عديدة . ; هذا الوضع المتأزم اضطر التلاميذ إلى الدخول في وقفات احتجاجية وإضراب; عن الدخول إلى المؤسسة , خاصة ما تعلق ببعض المواد , خلال أواخر شهر أكتوبر وبداية شهر نونبر. وجاء هذا ردا على; تجاهل المسؤولين; لإيجاد حل لمشاكلهم . > فبعض الأقسام ظلت بدون أستاذ خاصة مادة اللغة العربية ,; والبعض الآخر- وليس الجميع -; يتغيب متى يريد والإدارة سواء القريبة والبعيدة إما تغض الطرف أو صامتة عن هذا التسيب المستمر . ; وعوض البحث عن حل المشاكل تستقدم السلطات رجالها بكل انواعهم وكأن التلاميذ هم الذين يصنعون المشاكل في حين لا يتم الانتباه إلى جوهر المشكل . فمن يتحمل المسؤولية في إضرار التلاميذ في مسيرتهم الدراسية ومستقبلهم ؟; فهل يعقل أن يظل التلاميذ شهورا بدون أستاذ ؟ وما مصير تلاميذ سيمتحنون في مواد لم يدرسوها ؟; ولن يرحمهم الامتحان الجهوي الذي هو عام على كل التلاميذ ,; سواء من درس المادة; أو من لم يدرسها . ; وحتى الحلول الترقيعية التي لجأت إليها الإدارة تحت ضغط احتجاجات التلاميذ; , لم تزد إلا من إرباك العمل بالمؤسسة وخلقت فوضى جديدة من خلال تغيير جداول الحصص , أما ما ضاع من دروس ما على التلاميذ إلا الصبر وطلب اللطيف يوم الامتحان . ; ويتساءل التلاميذ عن الفرق الكبير بين سير العمل بثانوية الزرقطوني وجابر بن حيان , فبينما تعيش الأخيرة الإهمال والتسيب تحظى الأولى بالامتيازات والانضباط مما يدفع التلاميذ إلى الانتقال إليها ,; ولعل جواب هذا اللغز يكمن في كونها تحتضن أبناء المسؤولين الكبار بالمدينة ,; كعامل الإقليم; وباشا المدينة وبعض الأعيان ,; في > حين نجد ثانوية جابر بن حيان لا تجمع غير أبناء الطبقات المهمشة والفقيرة الساكنة في الدواوير المترامية في أطراف حاسي بلال المنكوبة ,; والتي أصبحت مدينة شبحا بعد أن ُهـجرت اغلب الأحياء العمالية . ; يلاقي التلاميذ معاناة على واجهات متعددة فإلى جانب البعد والنقل تنضاف إلى ذلك الدروس المتقطعة لأسباب متعددة سواء غياب بعض الأساتذة – ولا يقصد الكل وأهل مكة بشعابها – أو انتقال مفاجئ لأساتذة وسط السنة , وعدم توفر الكتب – ونقصد طبعا الكراء – نظرا للإمكانيات المحدودة للأسر التي تبحث عن لقمة العيش في آبار الموت القاتلة حيث يبيع والأباء الحجارة التي يستخرجونها من باطن الأرض بأزهد الأثمان يغتني بها أباطرة وتجار; الفحم الحجري . ; فحتى من داخل التعليم والمدينة الواحدة هناك مغرب نافع ومغرب غير نافع وبنفس النهج الاستعماري الذي رسم الحدود المواقع وحتى الأحلام في هذا الوطن وبهذا تتعدد الصور والمقاسات ولم يبق لنا غير تعليم يلقي بالشباب إلى الشوارع والبطالة والمخدرات وقوارب; وآبار الموت المنتشرة; في كل مكان تترصدنا وما هي إلا ساعات من الزمن , ويأتي الدور على الأجيال الصاعدة التي فقدت كل الأحلام ولم تعد ترى إلا ما وراء البحر ... ; فلافتة الجودة المعلقة شهورا على أبواب المؤسسة تخفي القتامة والمعاناة والإهمال والتسيب وما شئت من المشاكل