بدأت السنة الدراسية في كل مكان بانفضاح كثرة المشاكل التي يتخبط فيها التعليم بفعل سياسة افراغ التعليم العمومي من محتواه، تشجيعا للقطاع الخاص، والتقشف في النفقات العمومية بوجه عام. هذه السياسة المتسترة خلف شعارات الجودة دفعت التلاميذ الى الاحتجاج في جميع انحاء المغرب، بالمدن والقرى على السواء. لكن صبوات النضال التلاميذي هذه لا يصل صداها، وبالتالي لا تساهم في تشكل وعي جماعي لدى شباب المدارس، لان الاعلام السائد يمارس الدور المنوط به من اسياد المغرب، دور طمس الحقائق وخنق شرارات النضال بعزلها واخماد صوتها. تلاميذ تامري يضربون
شهدت اعدادية الزيتون بتامري – 60 كلم عن اكادير على طريق الصويرة، حركة احتجاج تلاميذي تعبيرا عن رفض شروط الدراسة السيئة. وكانت المشكل الذي فجر استياء التلاميذ تاخر بدء الدراسة بالنسبة لتلاميذ المستوى التاسع مدة طويلة بسبب انعدام قرابة 10 اساتذة . يدرس بالمؤسسة قرابة 800 تلميذ في شروط سيئة. ياتي قسم من التلاميذ من قرى بعيدة، فيضطرون للسكن بدار الطالب، حيث انتفاء الشروط الدنيا. اول المشاكل الاكتظاظ ، زهاء 50 تلميذ في غرفة واحدة. التغذية رديئة وناقصة والفراش في حالة سيئة والمرافق منعدمة، حتى المراحيض. ولا يوجد بهذه المؤسسة من يشرف على حسن متابعة التلاميذ للدراسة، ويتم استغلال التلاميذ في اشغال خارج المؤسسة، واساءة معاملتهم. ويعاملون كبشر من الدرجة العاشرة، فعندما احتاجت السلطة اغطية اثناء زيارة الملك الى اكادير، اخذتها من دار الطالب ونام التلاميذ في البرد. ومع ذلك يؤدي التلاميذ انخراطا سنويا بمبلغ 200 درهم. ويعاني التلاميذ من عدم الاستفادة من الخزانة ومن الحالة غير الصالحة للملاعب الرياضية . اشتكى التلاميذ لدى رئيس الجماعة، دون جدوى، و اتصلوا برئيس جمعية الاباء حول مشكل نقص الاساتذة ولم يحرك ساكنا. هذا الوضع جعل التلاميذ يضربون يوم يوم الاضراب 16 –10-2006 ، وادى عدم اهتمام أي جهة بمشاكل التلاميذ الى اقدام هؤلاء على صب جام غضبهم بتكسير زجاج المؤسسة.وكانت جمعية اباء التلاميذ (التي تأخذ اشتراكا سنويا –50 درهم- من كل تلميذ) عي التي اصلحت النوافد المكسورة، وهذا طبعا ما يفهم للتلاميذ عدم صواب اعمال التخريب، ووجوب تنظيم التلاميذ لنقاشات جماعية داخل الاعدادية وخارجها للاتفاق على الخطوات النضالية الواجبة، وتنظيم صفوفهم بتكوين لجان للاشراف على خطواتهم النضالية (تنظيم تجمعات، ووضع ملف مطلبي، وعرائض التوقيعات، ووقفات احتجاجية، ومسيرات، واعتصامات، وغيرها من اشكال النضال الجماعي المنظم والتنسيق مع تلاميذ مؤسسات اخرى) وتعبئة الاسر دفاعا عن الحق في تعليم جيد فعلا.لقد اصبحت النتائج الكارثية لما سمي ميثاق التربية والتكوين بادية للعيان، وردود الفعل عليها تتكاثر، لكنها بحاجة الى التضافر. ان حركة التلاميذ النضالية جزء اساسي من حركة النضال من اجل الحق في التعليم المجاني الجيد، وهي لذلك تستدعي الدعم من باقي قوى النضال من نقابات وجمعيات تقدمية كي يشتد عودها وتتقدم في التنظيم كحركة وطنية. ثانوية جابر بن حيان بحاسي بلال – إقليم جرادة – شهدت ثانوية جابر بن حيان غليانا وسخطا عارمين لما أضحت علية الثانوية من مشاكل عديدة . ; هذا الوضع المتأزم اضطر التلاميذ إلى الدخول في وقفات احتجاجية وإضراب; عن الدخول إلى المؤسسة , خاصة ما تعلق ببعض المواد , خلال أواخر شهر أكتوبر وبداية شهر نونبر. وجاء هذا ردا على; تجاهل المسؤولين; لإيجاد حل لمشاكلهم . > فبعض الأقسام ظلت بدون أستاذ خاصة مادة اللغة العربية ,; والبعض الآخر- وليس الجميع -; يتغيب متى يريد والإدارة سواء القريبة والبعيدة إما تغض الطرف أو صامتة عن هذا التسيب المستمر . ; وعوض البحث عن حل المشاكل تستقدم السلطات رجالها بكل انواعهم وكأن التلاميذ هم الذين يصنعون المشاكل في حين لا يتم الانتباه إلى جوهر المشكل . فمن يتحمل المسؤولية في إضرار التلاميذ في مسيرتهم الدراسية ومستقبلهم ؟; فهل يعقل أن يظل التلاميذ شهورا بدون أستاذ ؟ وما مصير تلاميذ سيمتحنون في مواد لم يدرسوها ؟; ولن يرحمهم الامتحان الجهوي الذي هو عام على كل التلاميذ ,; سواء من درس المادة; أو من لم يدرسها . ; وحتى الحلول الترقيعية التي لجأت إليها الإدارة تحت ضغط احتجاجات التلاميذ; , لم تزد إلا من إرباك العمل بالمؤسسة وخلقت فوضى جديدة من خلال تغيير جداول الحصص , أما ما ضاع من دروس ما على التلاميذ إلا الصبر وطلب اللطيف يوم الامتحان . ; ويتساءل التلاميذ عن الفرق الكبير بين سير العمل بثانوية الزرقطوني وجابر بن حيان , فبينما تعيش الأخيرة الإهمال والتسيب تحظى الأولى بالامتيازات والانضباط مما يدفع التلاميذ إلى الانتقال إليها ,; ولعل جواب هذا اللغز يكمن في كونها تحتضن أبناء المسؤولين الكبار بالمدينة ,; كعامل الإقليم; وباشا المدينة وبعض الأعيان ,; في > حين نجد ثانوية جابر بن حيان لا تجمع غير أبناء الطبقات المهمشة والفقيرة الساكنة في الدواوير المترامية في أطراف حاسي بلال المنكوبة ,; والتي أصبحت مدينة شبحا بعد أن ُهـجرت اغلب الأحياء العمالية . ; يلاقي التلاميذ معاناة على واجهات متعددة فإلى جانب البعد والنقل تنضاف إلى ذلك الدروس المتقطعة لأسباب متعددة سواء غياب بعض الأساتذة – ولا يقصد الكل وأهل مكة بشعابها – أو انتقال مفاجئ لأساتذة وسط السنة , وعدم توفر الكتب – ونقصد طبعا الكراء – نظرا للإمكانيات المحدودة للأسر التي تبحث عن لقمة العيش في آبار الموت القاتلة حيث يبيع والأباء الحجارة التي يستخرجونها من باطن الأرض بأزهد الأثمان يغتني بها أباطرة وتجار; الفحم الحجري . ; فحتى من داخل التعليم والمدينة الواحدة هناك مغرب نافع ومغرب غير نافع وبنفس النهج الاستعماري الذي رسم الحدود المواقع وحتى الأحلام في هذا الوطن وبهذا تتعدد الصور والمقاسات ولم يبق لنا غير تعليم يلقي بالشباب إلى الشوارع والبطالة والمخدرات وقوارب; وآبار الموت المنتشرة; في كل مكان تترصدنا وما هي إلا ساعات من الزمن , ويأتي الدور على الأجيال الصاعدة التي فقدت كل الأحلام ولم تعد ترى إلا ما وراء البحر ... ; فلافتة الجودة المعلقة شهورا على أبواب المؤسسة تخفي القتامة والمعاناة والإهمال والتسيب وما شئت من المشاكل