عدد الرسائل : 97 العمر : 36 نقاط : 53 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 09/11/2008
موضوع: العنف من داخل الجامعة وتداعيات المرحلة الجمعة 17 أبريل 2009 - 5:30
[size=21]العنف من داخل الجامعة وتداعيات المرحلة[/size]
لا أحد منا ينكر بأن الحركة الطلابية المغربية تعاني من أزمة في شقيها الذاتي والموضوعي. أزمة لربما ساهمت مجموعة من العوامل في تبلورها. ومن بين هذه العوامل غياب الديمقراطية في الأوساط السياسية الجامعية. منطق اللاديمقراطية هذا الذي يولد بشكل أو بآخر الإستبداد الفصائلي بممارستهم الوصاية كل من موقعه على الجماهير الطلابية الغفيرة، وإلغاء حقهم في التقرير والتسيير وتوجيه معاركهم. وفي ظل غياب الرأي الطلابي الجماهيري، يبقى المناضلون حبيسوا أفكارهم ونظرياتهم. والسلبي في هذا الأمر أن أي تعارض في الموقف بين المناضلين يؤدي حتميا في هذه الظروف إلى مناوشات ترقى في غالب الأحيان إلى ممارسة العنف والتطاحنات بين المكونات السياسية، باستعمال الأسلحة البيضاء. الشيء الذي ينفر الطلاب أكثر من الإنخراط في النضال والمشاركة إلى جانب المناضلين في الأشكال النضالية كيفما كانت. ولأن منطق العنف الأفقي منبوذ لا سواء من جانب الطلبة ولا كذلك من جانب المبدئية النضالية، فإنه بذلك لا يخدم الحركة الطلابية أكثر مما يرجعها سنوات إلى الوراء والإنتكاسة، ليمنح بذلك لعدوها المباشر (النظام) فرصة التدخل لإقبار آخر ما تبقى من النضال الطلابي والزج بالمناضلين وراء القضبان.
وفي الوقت الذي يجب فيه على المناضلين التفكير بجدية لإخراج الحركة الطلابية من مستنقع الأزمة الواقعية التي تعيش فيها الحركة الطلابية، فإنهم يحاولون جاهدين في تكسير شوكة بناء حركة طلابية مكافحة تتصدى لكل من يهدف إلى إفراغ التعليم من محتواه وتسليعه بشكل مباشر. ولأن المهام الملقاة على الحركة الطلابية اليوم، هي أكثر من أي وقت مضى، فإنه من الضروري التفكير في كيفية خلق سبل وآليات تسمح للطالب (العادي) من المساهمة من موقعه -بكل حرية وديمقراطية- في إنجاح مسيرة النضال الكفاحي وبنائه. كما أن موازين القوى اليوم في معادلة المواجهة تميل الكفة إلى النظام، نظرا لتشتت الحركة الطلابية في ظل حرب المواقع العنيفة. والمرحلة هذه تستدعي تجميع القوى التقدمية ونبذ العنف فيما بينها من أجل خلق تنسيق وطني، على الأقل في المواقع التي تعرف حركة نضالية متقدمة.
إن الحوار والسجال الفكري والسياسي هي من أرقى الأشكال التي توصلنا إلى التوافق كاطراف في الصراع وتساهم في البناء وإفراش الأرضية لكسب ثقة الطلاب في نضالاتهم. وكما قال ياسين بن محمد:" ما دخل العنف شيئا إلا شانه، وما دخل الرفق شيئا إلا زانه"، ما يعني أن العنف لا يجر للحركة الطلابية غير مزيد من الويلات، بينما يساهم الحوار في خلق جسور نحو مراكمة المكتسبات عبر نضالات كفاحية وقوية.