</TD></TR></TABLE> أفردت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية مقالا ناقش تأثيرات الأزمة الرئاسية في هندوراسللكاتب دوغلاس فاراح، وهو مستشار لشؤون الأمن القومي بخصوص أميركا اللاتينية وأمضى 15 عاما في تغطية الأحداث هناك لصالح صحيفة "واشنطن بوست" وغيرها من وسائل الإعلام.
وفي مقال بعنوان "شبح تشي غيفارا.. عودة الثورة الشمولية المستبدة إلى أميركا اللاتينية"، يرى الكاتب فاراح أن أزمة الحكم في هندوراس قد كشفت "الانقلاب عن حال الليبرالية الديمقراطية في أميركا اللاتينية، بعدما تسلمت مجموعة قوية من الرجال السلطة هناك خلال عقدين ونصف من الزمن ومعهم الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز, دانييل أورتيغا في نيكاراغوا ورافائيل كوريا في الإكوادور وإيفو موراليس في بوليفيا".
ويصف الكاتب هؤلاء الرؤساء المنتخبين ديمقراطيا من شعوبهم بأنهم "الوجه الجديد لأحلام الثورة الجامحة التي نشرت الدمار وزرعت الاستبداد في المنطقة منذ مدة طويلة"، ويضيف أن "تركة تشي غيفارا الذي أطلق الثورة الماركسية في الخمسينيات والستينيات وخلف الاستبداد ما زالت دموية ولم تنته".
ويعرض الكاتب لنظرته إلى مفهوم الحكم لدى هؤلاء الرؤساء اللاتينيين، فيقول إنه قائم على أن الرجال الأقوياء المتنورين هم من ينفذون إرادة الشعوب أفضل من الشعوب نفسها، وهي فكرة تعود إلى سيمون بوليفار محرر القارة من الحكم الاستعماري، وتبناها من ذلك الحين الجميع بدءا من الماركسيين اليساريين المتطرفين وانتهاء بالزمر العسكرية اليمينية، وهؤلاء الرجال الأقوياء مخولون باستخدام القوة حينما يعملون لصالح الشعب.
ويضيف الكاتب فاراح أن أولئك الرؤساء "يعتقدون أن السلطة يجب ألا يتم تقاسمها بين مختلف الفئات، لأن من شأن ذلك السماح بإضعاف الثورة"، ويقول "هذا المفهوم يسمح للحكام بإحكام قبضتهم على المؤسسات ومهاجمة الصحافة المستقلة وتبرير تشبثهم بالسلطة كما فعل زيلايا بالضبط, ورغم أن الإطاحة به كانت مستحقة منذ زمن لأنه لم يكن ديمقراطيا".
</TD></TR></TABLE>الإطاحة بزيلايا وبالعودة إلى موضوع المقال يرى فاراح أن الرئيس الهندوراسي المخلوع مانويل زيلايا تجاوز الدستور الهندوراسي في دعوته إلى الاستفتاء، وبمجرد صدور قرار المحكمة العليا ضده سمح الدستور نفسه بالإطاحة به كما صوت الكونغرس ضده، حسب قول الكاتب.
ويشن الكاتب هجوما لاذعا على رؤساء أميركا اللاتينية المناصرين لزيلايا فيقول إن "زعماء اليوم لا يحكمون باسم الماركسية ولكن باسم الديمقراطية، فحلفاء زيلايا الفنزويليون والبوليفيون يدعون إلى إعادته إلى منصبه من أجل حكم القانون وهما في أكثر الدول تحركا نحو الحكم الاستبدادي".
ولا يخفي الكاتب فاراح نزعته المعادية للفكر الثوري والتحرري في أميركا الجنوبية، فيقول إن هناك تداعيات أبعد من مجرد مأساة فقدان المكاسب الديمقراطية، في إشارة إلى انقلاب هندوراس. ويضيف أن البوليفاريين الجدد -أو الرؤساء الثوريين- قسموا العالم إلى أجواء مؤيد للثورة ومناهض لها.
ويتهم فاراح الرئيس المخلوع زيلايا والرؤساء الداعمين له بأنهم يدعمون ثوار كولومبيا الذين يعدهم من كبار المتاجرين بالمخدرات، ويستشهد بأن تلك المنظمة الثورية صنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على أنها منظمة "إرهابية وعدو للحكومة المنتخبة ديمقراطيا".
ويعيب الكاتب فاراح على الرئيس زيلايا تأييده للمتمردين في كولومبيا رغم سجلهم "في مجال انتهاك حقوق الإنسان والنشاطات الإجرامية"، ويختم مقاله بالقول "إنه نفاق واضح، فقد شهدت أميركا اللاتينية هذا الفيلم في الماضي، وهو أبعد ما يكون عن الثورية". </TD></TR></TABLE>