!!!توزيع ادينات النقل للطلبة، أي واقع؟؟
كلميم نموذجا :
مع بداية كل موسم جامعي يتوجه الطلبة بمجموعة من الأقاليم الصحراوية إلى مندوبيات النقل التابعة لوزارة التجهيز والنقل لسحب أدينات النقل .هذا الحق في الاستفادة من التنقل المجاني للطلبة للالتحاق بالمدن الجامعية، لم يكن ليكون - رغم جزئيته - دون التضحيات الجسام والنضالات المستمرة لهذا الشأن – نضالات الطلاب من أجل هذا الحق ،خاصة بلجانهم الإقليمية - .
يزداد في السنوات الأخيرة هجوم غير معلن على هذا الحق، بصور وطرق متفاوتة و تدريجية، لصرف الطلبة من طلب الاستفادة من النقل المجاني والجيد. فمن تعقيدات و صعوبات سحب البطائق إلى قلة وتأخير الحافلات المهترئة ،ومعه المجابهة بالقمع لكل من سولت له نفسه التحدث عن ضرورات توفير الشروط الملائمة للاستفادة من هذا المكتسب.
فبكلميم ،الذي استطعنا أن نساير فيه هذه العملية ، فإن سير هذه الأخيرة يبين و بالملموس مدى المساعي الحثيثة لإقبار هذا المكتسب . فقد أقفلت أبواب المندوبية في وجه الطلاب، إلا شباكا واحدا يتزاحم أمامه المئات كل يوم سعيا منهم للوصول إلى فتحة صغيرة بهذا الشباك، فهناك من يريدون دفع الوثائق المطلوبة وآخرون لسماع ما إذا تمت المناداة عليهم لتسلم بطائقهم.هذا ما يؤذي إلى تشنجات واصتدامات بين الطلاب تزكيها النزعة الفردية التي لوقنت لهم عبر مسارهم التعليمي .وهذا الواقع أشبه ما يكون بحظيرة دجاج ،تتنافس فيه الدجاجات على فتات خبز يابس يرميها إليها مربيها .
مباشرة، بعد احتجاج الطلاب على هكذا معاملات، إلا وتم إحضار قوى القمع في الحين. لتسهر على مباركة الهجوم على هذا المكتسب ، إلى حد أن بعض عناصر القمع الطفيلية هي التي تتواصل مع الطلاب عبر الشباك المذكور – ياللغرابة أذناب الداخلية في كل مكان ...- و تعمل على الردع الفوري لكل من يبادر إلى دفع الطلاب إلى رفض هذا الوضع (كان لنا النصيب الأوفر من هذا الردع).
علاوة على ما ذكر،فإن مسؤوليي المندوبية يتماطلون في التسريع بالإجراءات ،فيرفضون أخد الوثائق بدعوى قلة البطائق أو انعدامها أنيا... ما يجعل العديد من الطلاب القادمين الى كلميم من المناطق التابعة لها ( تغجيجت ، افران ،بويزكارن ،تمولاي ...) يتكبدون عناء و مصاريف التنقل بين كلميم و مناطقهم لأكثر من مرة، ما يؤدي يبعضهم إلى أن يستغني عن هذا المكتسب و ينفر منه.
نعلم جيدا أن هذا من أوجه السياسات المتبعة لتنفير أبناء الشعب الكادح من الخدمات الاجتماعية العمومية المفقودة الجودة، من نقل وصحة وتعليم وتشغيل... لتفادي أي رد دفاعي أثناء خوصصتها . كاستجابة لأوامر الدوائر الإمبريالية الكبرى، عبر مؤسساتها المالية ، الساعية لامتصاص ثروات الدول المدينة لها، ببرنامج التقويم الهيكلي المشؤوم .
وعليه،فهذه دعوة إلى :
- كل الطلاب والمناضلين بهذه المناطق، بأن يفطنوا بما يفبرك لضرب مكتسبهم هذا ،ويسرعوا إلى بلورة نضالات دفاعية و محصنة له.
- طلبة وطالبات المناطق الغير المستفيدة من هذا الحق، لتتحرك و توحد القوى من أجل تحقيقه.
- الطلبة القاطنين بأكادير للاستعداد لخوض نضالات مطالبة بتوفير النقل الجامعي بالمدينة، بعد ما تعرفه شركة" زيطراب" من تعثر، جراء اعتصام العمال لأكثر من شهر دفاعا عن حقوقهم ( التنضيم النقابي ، الترسيم ...)، ليكون الطلبة ورقة ضغط مساندة لهؤلاء.
- لمناضلي الحركة الطلابية ليتأهبوا لاستنهاض قوى الطلاب لمواجهة الهجوم الصارخ على التعليم العمومي من كل النواحي. وليتركوا جانبا نوايا جعل المواقع الجامعية إقطاعيات للتيارات الأشد عنفا والأقل فاعلية طبعا.
وفي الأخير نرجوا من كل الغيورين بمناطق أخرى، إمدادنا بتقارير حول سير عملية سحب أدينات النقل وظروف التنقل إلى المدن الجامعية ، لنكون صورة أكثر وضوحا في هذا الشأن.
فل نكن مخلصين للقضية الأكثر قداسة بين القضايا جميعا: قضية تحرير الإنسان.
أنور، الماركسي الثوري