كتب عادل كريم / الحرب النفسية او الإعلامية تعني استخدام لكافة الوسائل الإعلامية المتاحة إلى جانب بعض الأعمال الأخرى .. عسكرية او تخريبية .. يتم توجيهها إلى فئة معينة او شعب معين بغرض التأثير في سلوكه .. لإتيان سلوك أو رد فعل معين .. وتكتب لها النجاح إذا حققت ذلك في سلوك المتلقي ..
لذلك تكثر الشائعات والأخبار المفبركة والتي غالبا تستند لشيء من الحقيقة التي يتم تغليفها وتوجيهها في غير ما جاءت به ..
يعني مثلا .. الأجهزة الأمنية تعتقل مطلوبين لها قد خالفوا القانون ونتج عن أفعالهم ما أدى إلى خلل في النظام العام الفلسطيني ويقولوا أنهم ينتموا لتنظيم حماس ويكون لذلك الاعتقال مبرراته القانونية او الأمنية للحفاظ على الأمن والنظام العام .. هذه حقيقة يتم تلفيق كل ما يريده الطرف الآخر في إطارها .. كأن يقول هناك تعذيب ,, او أخر الأفلام التراجيديا الاخوانجية هناك نية وقرار إبعاد من الأجهزة الأمنية لموقوفين لديها الأغرب من ادعاءات حماس ان ينجر لها كوادر كبيرة في تنظيمات أخرى ويسلموا بصحتها ,,, هنا نقول إن الحرب الإعلامية نجحت وفي مستوى كبير حين يصرح قائد في تنظيم فلسطيني آخر غير فتح وحماس أن قرار الإبعاد غير وطني وغير وغير وكأنه وقع فعلاااااا ...إذن لا عتب على المواطن البسيط قليل الحيلة في هذا الإطار ..
بالتالي طالما استطاعت تلك الحرب الدعائية الإعلامية أن تغوص في أعماق قيادات تنظيمية أخرى وتؤثر عليهم فيصدقونها فيصبح حينها أمر الدعوات المتتالية لمصدر الحرب الإعلامية تلك بوجوب القتل لأبناء الأجهزة الأمنية أمر ليس بالخطورة كما لو جاء لوحده ودون مبرر ولا تلفيق ولا فبركة في المثال السابق .... يعني حلال القتل هنا وله مبرراته بان الأجهزة الأمنية خرجت عن كل القيم الوطنية وهو ما وقع فيه كثيرون بتصديق ما يتم تلفيقه ..
ومثال آخر بخصوص التصريحات الإسرائيلية من كافة أقطاب الحكومة لديهم تؤكد أكثر من أمر أو هدف .. فهي تأتي كرد فعل لما يتم من اعترافات دولية بالدولة الفلسطينية المتوالية من عدة دول وهو ما يؤرق إسرائيل كثيرا .. وتأتي تصريحات خارجيتهم الأخيرة تؤكد هذا – الهجوم الغير مسبوق على السلطة الوطنية - ..
الأمر الآخر هو التخبط لدى حكومة إسرائيل ولكن هذا التخبط يأتي ممن يتمتع بشيء من القوة المادية لكن القوة المعنوية هي في جانب إقرار الآخرين بأحقيتنا بإقامة دولتنا المستقلة .. أي لديهم قوة المتغطرس ولدينا قوة صاحب الحق .. وشتان بين القوتين ..
ونؤكد كأمر بديهي لن تتوقف تلك الحرب الإعلامية من جانب المحتل لا على صعيد السلطة الوطنية ولا على صعيد الانقسام وترسيخه .. وفي الحالين المتضرر الأكبر هو المشروع الوطني المتجسد بإقامة الدولة ..
ونحن في واقعنا الفلسطيني الآن كما نرى نعيش حربين إعلاميتين للأسف إحداهما مصدره من أبناء جلدتنا .. داخليا ومعه أطراف إقليمية بوسائلهم الإعلامية خارجيا .. والحرب الأخرى إسرائيلية .. وفي كلتا الحالتين لا يجب الاستخفاف بالحرب النفسية او الإعلامية .. يعني العيار اللي ما بصيب بدوش ونحن لا ينقصنا دوشة .. الخير كثير بفضل الجماعة وأخواتها وزميلاتها ..!!!!
ومصادر الحربين الإعلاميتين لا ترى أي راحة فيما يتم من انجازات لأداء القيادة ومنظمة التحرير على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي .. مزعوجين جدا الاحتلال ومن والاه من الجماااااااااااعة ..
لعل نقطة ضعف المتلقي العربي عموما ومنه الفلسطيني هي العااااااااااااااااطفة .. فما أن تردد على مسامعه المقاومة للتحرير والدين حتى ينشد إليك وما أن يخرج أي أميركي او إسرائيلي يمتدح أي مسئول عربي او فلسطيني ولو لفظا حتى يسب المواطن العربي عليه ويخوّنه ويلفق له ما يصل اليه من الجزيرة وأخواتها وغيرها .. والعكس ما أن يسب ويشتم وينتقد الطرف الأمريكي والإسرائيلي أي شخص عربي لو في حقيقته اخطر جاسوس لهم يصبح لدى المتلقي العربي والإسلامي عموما اكبر بطل ولربما يشبهه بالفاتحين القدماء ..!!
من هنا يخرج لنا التساؤل التالي كيف يمكن التغلب على الحرب الإعلامية الموجهة تلك أمام تلك الصعوبات للإقناع بخطورتها ؟؟
نعم هناك عدة عوامل ساهمت وتساهم في نجاح الحرب الإعلامية سواء الإسرائيلية او الأخرى من أبناء جلدتنا ومن تلك العوامل ان هناك فعلا قد يكون فساد في أنظمة الحكم لبعض الدول المستهدفة من تلك الحروب الشرسة .. وقد يكون هناك سلوكيات لرموز في الأنظمة تلك تثير الشبهات لكن بالطبع هذا لا يجب أن يجعلنا ان نعلن الاستسلام ورفع الراية البيضاء للتصدي لتلك الحرب الإعلامية القذرة ..
فسادنا بنعالجة بطريقتنا أما أن تتوغل تلك الوسائل الإعلامية برسائلها في نفوس المواطن ليأتي سلوكا لا يحمد عقباه فلا ومليون لا .. ولعل هنا إبقاء الفساد على حاله أهون الشريّن ..
من هنا يقع على عاتق المختصين الوطنيين الغيورين على أوطانهم عبء كبير لمواجهة تلك الحرب الإعلامية بشقيها فالأمر ليس بسيطا ولا سهلا ويجب تضافر كل الجهود من الكل الرسمي والمثقف والغير رسمي والشعبي للتصدي لتلك الأنواع من الحروب فأثرها عند النجاح اشد خطورة على المجتمع من الحرب العسكرية واضحة النتائج والتبعات ..
على الهامش هنا // نكتة وداع عام 2010 تتمثل في إن حكومة حماس تبحث توسيع تشكيلتها مع باقي الفصائل .. بالطبع الكل رفض لكن نتحدى حماس لو قبلت الفصائل أيضا لن تسمح لهم بالمشاركة .. والدليل ببساطة الحكومة العاشرة أول حكومة حمساوية خالصة شرعية عام 2006 فقد أجرت مشاورات مع الكل بس بالبلدي ع الفاضي رفع عتب .. هدول متل الفريك ما بحبوا أبدا الشريك !!!
من هنا يلزم دوما مصارحة الرأي العام بكثير من الأمور والأشغال التي تهمه الحيوية منها وغير الحيوية .. كما ويلزم ترسيخ مبدأ سيادة القانون أكثر .. أيضا لابد من وحدة الفريق للمواجهة سواء ممن هم في إطار النظم الرسمية او المعارضة فالمستهدف هو الوطن الذي يشملهما .. ولابد أخيرا من توضيح عدة مفاهيم تتعلق بالمقاومة او الدين حتى يكون هناك إدراك ووعي للمتلقي ليستطيع على الأقل مناقشة نفسه عند استقبال أي رسالة من أي طرف ..
هناك حقيقة هي إنها حرب إسرائيلية حمساوية إعلامية ضد السلطة الوطنية ومنظمة التحرير وقيادتها وضد فلسطين عموما والمواطن الفلسطيني .. ولعل مصادر تلك الحرب تعتبرها حاااااااااااااسمة على غرار الحسم الحمساااااااااااااااااوي لغزة .. فهل نملك نحن أن نحسمها لصالحنا قبلهم ونقلب السحر على ساحريّه ؟؟
من هنا على الكتاب والمثقفين قبل الرسميين والشعبيين والتنظيمات والأحزاب التصدي لتلك الحرب والتغاضي الآن عن أي مواقف أخرى هي بكل الأحوال اقل شانا من مواجهة تلك الحرب ..
من الآخر صار الصيني والهندي والياباني الذين لا يعرفوا العربية مدركين لخوازيق الاحتلال و الجمااااااعة بكافة أماكن تواجدهم ضد القضية الوطنية فهل ندرك جميعا ذلك نحن الناطقين باللغة العربية الفصحى ..؟؟
الوطن ينادي الكل ينادي الجميع وعلى الكل والجميع تلبية النداء .. والله الموفق
السبت 18 فبراير 2017 - 7:59 من طرف noeeleesa
