عدد الرسائل : 97 العمر : 36 نقاط : 53 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 09/11/2008
موضوع: سياق ظهور النضالات الإقليمية . 1 السبت 29 نوفمبر 2008 - 17:38
سياق ظهور النضالات الإقليمية . ما هي البدايات الأولى؟
ظهرت أولى تجارب النضال الطلابي الإقليمي بعد تجربة الطلبة الصحراوين، والمكتسبات التي حققوها في انتفاضة العيون 1999. الانتفاضة التي التقى فيها كل من الطلاب والمعطلين
والسكان على مطالب سياسية واقتصادية و اجتماعية. استطاع من خلالها الطلاب بشكل خاص تحقيق مطالب نوعية بالمقارنة مع واقع الحركة الطلابية المغربية كحق النقل المجاني ذهابا و إيابا ( 16 تأشيرة في السنة )، وكذا الحي والمنحة الجامعيين لجميع الطلبة الصحراويين. أثر هذا بشكل كبير على منطقة طاطا، حيث بادر طلابها إلى تأسيس لجنة طلبة وطالبات طاطا في موسم 2000/2001. على نفس الشاكلة تناسلت لجان طلابية إقليمية في كل من زاكورة و أكذز، محاميد الغزلان 1999 ، تارودانت 2002 و إفران الأطلس الصغير 2004 ...
لماذا هذه المناطق بالذات ؟
يرجع ظهور هذه النضالات في هذه المناطق لتضافر مجموعة من الشروط و المميزات أهمها : · إثقال كاهل طلاب هذه المناطق بمصاريف إضافية ( النقل – الكراء ..) في الوقت الذي يتم فيه الإجهاز على المنح . · التهميش ، الإقصاء ، الفقر ، الفساد ، المحسوبية و الجفاف ... · وجود نسبة مهمة من مناضلي الحركة الطلابية في منطقة جغرافية واحدة ( طاطا نموذجا). · وجود حركة تلاميذية واعدة في بعضها. · التعاطي و التضامن الشعبي الذي تلاقها هذه النضالات. تتعدد تجارب النضال الطلابي الإقليمي الناجحة التي تحتاج لدراسات و نشرات تعريفية وتوثيقه لاستخلاص أهم دروسها، لكننا اقتصرنا في هذا الكراس على تجربة ورزازات لسببين رئيسيين : § تواجد كتابات تعرف وتوثق لأهم محطات التجربة ( نشرات الكفاح الوحدوي ). § 2- مرورها من منعطفات ومراحل تستدعي الوقوف واستخلاص أهم عبرها.
تجربة ورزازات ثروات وفساد..فقر وحرمان
تعيش ساكنة إقليم ورزازات وضعية جد مزرية حيت تفشي الفقر ، الأمية، المحسوبية و البطالة ، بالإضافة إلى تردي الخدمات الاجتماعية الأساسية من صحة وتعليم ... وقد زاد من حدة هذه الوضعية توالي سنوات الجفاف التي أثرت على الفلاحة التي تعتبر أهم مصدر لعيش السكان. مقابل هذه الوضعية فالإقليم يتوفر على ثروة مهمة ( ثلثي الثروة المعدنية على المستوى الوطني ) ،كذلك الصناعة السينمائية تدر على الإقليم أرباح خيالية.فورزازات تتوفر على أكبر إستديو سينمائي على المستوى الإفريقي، بالإضافة إلى قطاع السياحة حيث يحتوي الإقليم على عدد كبير من الفنادق الفخمة المصنفة و المئات من القصبات و المآثر التي تستقطب عدد كبيرا من السياح . رغم ذلك لم تشفع هذه المؤهلات في تحسين وضعية السكان، وذلك راجع لسياسة ممنهجة من طرف الدولة، فكل الثروات تنهب وتستغل من طرف حفنة قليلة مشجعة بذلك الفساد والرشوة والزبونية. هذه الوضعية المتميزة بالتناقض : إقليم غني بثرواته وساكنة فقيرة ومهمشة. انعكست
بشكل كبير على طلاب المنطقة لبعدهم الجغرافي عن المواقع الجامعية،والذي يطرح بدوره أعباء إضافية كالنقل والسكن خاصة والعدد الكبير الذي يضمه الإقليم (حوالي 5000 طالب و طالبة ). مما دفع بهم إلى الانخراط في تجربة نضالية لرفع التهميش عن الإقليم واستغلال ثرواته لصالح الساكنة .
محطات وازنة..مكاسب نوعية موسم 2000/2001
شهد هذا الموسم أولى الخطوات النضالية لطلبة وطالبات ورزازات. بدأت بجموعات عامة بكل من جامعتي ابن زهر بأكادير و القاضي عياض بمراكش. بعدها جاءت الوقفة الأولى في التجربة :17و18 دجنبر 2000 تضمنت مطالب إستعجالية ( إرجاع المنحة للطلبة ، مجانية النقل والسكن الجامعيين ) وقد سبقت هذه الوقفة تعبئة جماهيرية شملت التلاميذ ، المعطلين ، النقابات ، الأحزاب ، الجمعيات الحقوقية والثقافية. جسدت الوقفة بحي واد الذهب بحضور 100 طالب وطالبة كما عرفت تضامنا شعبيا رغم الإرهاب الممارس من طرف أجهزة القمع. بالإضافة إلى المطالب الإستعجالية رفعت مطالب أخرى تعبوية ضد إلغاء مجانية التعليم ، ضد تجريد الطالب من منحته ، من أجل مقعد لكل طفل بلغ سن التمدرس . قبل نهاية المعركة الاحتجاجية و بفعل النجاح الذي عرفته اضطر عامل الإقليم إلى استدعاء لجنة الطلبة للتحاور على الملف المطلبي الذي أسفر عما يلي : استفاد 30 طالب من المنحة ، 13 من الحي الجامعي 5 منهم بمراكش و8 بأكادير. كما ثم إعطاء وعد بمراسلة الجهات المسؤولة لحل مشكل النقل بصفة نهائية . كان لهذه الدينامية النضالية لهذا الموسم بأشكالها دور كبير في إعادة إحياء فروع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالإقليم، وكذلك طرح النقاش على ملفي الصحة والتشغيل مع باقي الإطارات و إمكانية النضال عليه.
Admin Admin
عدد الرسائل : 97 العمر : 36 نقاط : 53 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 09/11/2008
موضوع: 2 السبت 29 نوفمبر 2008 - 17:39
موسم 2001/2002
حقق الطلاب في هذا الموسم قفزة نوعية وذلك بالاستمرار في النضال بواسطة لجنهم التنظيمية. وللإشارة فهذه اللجان تنتخب في إطار جموعات عامة. فكل طالب له الحق في الترشح للجنة بمصادقة الجمع العام. وكل منطقة تفرز اللجنة التي تمثلها وتنتخب أمينا ولجنة للإعلام،ومن داخل هذه اللجان يتم فرز لجنة التنسيق الإقليمي للطلبة. كما يتم تجديد هذه اللجان خلال جمع عام سنوي. استمر النقاش مع باقي الإطارات خصوصا فروع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالإقليم، أدى في الأخير إلى تأسيس لجنة التنسيق الإقليمي لطلبة ومعطلي ورزازات يوم 9/9/2002 بقلعة مكونة بهدف ضم وتوحيد ضحايا سياسة التعليم و التشغيل. وكذلك توسيع الجبهة الاجتماعية للنضال. دعت هذه اللجنة إلى الانخراط في المعركة الإقليمية الموحدة زمنيا ومطلبيا و المفرقة مكانيا :بين ورزازات المدينة بمقرCDT وبولمان دادس ب CDT ابتدءا من 15/09/2002. افتتحت المعركة بمهرجان خطابي رفعت خلالها نفس المطالب: بالنسبة للطلبة ( النقل، المنحة ، الحي الجامعي ) و التشغيل بالنسبة للمعطلين. وقد سبقت المعركة تجمعات عامة بمختلف مناطق الإقليم و تعبئة جماهيرية عن طريق توزيع المناشير و توجيه الدعوات للإطارات النقابية و الحقوقية. كما رافق المعركة تحرك مختلف أجهزة القمع السرية و العلنية عبر ملاحقات
واستفزازات(اعتقال أحد الطلاب لمدة 3 ساعات )، وفي 16/09/ 2002 عرفت المعركة تحولا نوعيا بنقلها إلى خارج مقرات الاعتصام .وقد تم تحقيق مكاسب مهمة حيث استفاد 40 طالب من المنحة و8 من الحي الجامعي و النقل أغلبهم مشاركين في المعركة.
موسم2002 /2003
استمر عمل لجنة التنسيق الإقليمي لطلبة ومعطلي إقليم ورزازات على المستوى النضالي. وكذا الإشعاعي حيث ثم خوض معركة عيد الأضحى (فبراير 2003 ).تمت التعبئة في جميع المناطق، تلتها وقفات مفرقة مكانيا وموحدة مطلبيا وزمنيا ابتداء من 16/02/2003 بحضور 60 طالبا بتنغير، 160 طالب و معطل ببولمان دادس ومسيرة شعبية بقلعة مكونة ضمت حوالي 200 طالب ومعطل و تلميذ. أما سكورة فقد نظمت مسيرة بحضور حوالي 200 طالب ومعطل وتلميذ.أما ورزازات المدينة فحضر بها 60 طالب و معطل، و عرفت هذه الوقفات تضامنا شعبيا بكل المناطق و حضور أجهزة القمع بكثرة حيث تم منع مسيرة شعبية ببولمان دادس من طرف الباشا. أسفرت هذه المعركة عن حوار مع عامل الإقليم على ملفي التشغيل للمعطلين و المنحة النقل و السكن الجامعي للطلبة كانت النتائج كما يلي:
25 منحة بالنسبة للطلبة، تخصيص 118 ألف درهم سنويا كميزانية للنقل. رغم ذلك لم ترقى المكاسب والوعود إلى حجم المعركة التي عرفت مشاركة كبيرة من طرف الطلاب و المعطلين و كذلك التضامن الشعبي الكبير.
موسم 2003/2004
اتسم هذا الموسم بالأجرة العملية للإصلاح الجامعي، وعلى هذا الأساس نظمت لجنة التنسيق الإقليمي لطلبة ومعطلي إقليم ورزازات أياما دراسية واحتجاجية 7/8/9 فبراير 2004، تحث شعار دفاعا عن المدرسة العمومية مسبوقة بجموعات عامة لتدارس مشاكل الطلبة، شملت هذه الأيام كل من قلعة مكونة ،سكورة و ورزازات المدينة كان مجمل الحضور في كل المناطق حوالي 340 طالب و معطل. بلغت أوجها يومي 10/11 فبراير، نظرا للتماطل الذي تعاملت به السلطات مع مطالب الطلاب. هكذا عرفت قلعة مكونة يوم 11 فبراير، تنظيم مسيرة توازت مع السوق الأسبوعي(الأربعاء)، قدر الحضور بأزيد من 1600 متظاهر، مما أرعب السلطات التي أسرعت بالاستجابة لمطالب الطلبة خاصة النقل. كما عرفت باقي مناطق الإقليم،احتجاجات موازية كاحتلال طلبة سكورة لمقر الجماعة و احتجاج الطلاب و المعطلين بورزازات المدينة ردا على تماطل السلطات في التعامل مع مطالبهم. كانت هذه التجربة تدمج بين التكوين والفعل النضالي ،فكل الأشكال النضالية توازيها تقريبا أنشطة تكوينية وإشعاعية،حول ملفي التعليم والبطالة بالإضافة إلى مواضيع أخرى، تتناول أوجه الهجوم النيوليبرالي على الطبقة الكادحة و سبل مواجهته.كما عرف هذا الموسم حدتا نوعيا، تمثل في تنظيم أسبوع تقافي و تعريفي بالتجربة بجامعة ابن زهر أكادير، بحضور أزيد من 15 معطل،كان الهدف الأساسي فتح النقاش مع جميع الطلبة، ودراسة سبل توسيعها إلى المناطق الأخرى.
معارك بطولية.. تجاهل وقمع موسم 2004/2005 استمر عمل لجنة التنسيق على المستوى النضالي وكذلك الإشعاعي والتكويني، بإحياء تقاليد التضامن العمالي و الشعبي من خلال مبادرة لجنة التنسيق بإطلاق قافلة تضامنية مع عمال فندق بلير المطرودين وكذلك عمال إميني المضربين. كما عرف هذا الموسم اعتصاما دام أزيد من ثلاثة أشهر، عرف أشكال نضالية مختلفة( مسيرات خارجية بطولية لفروع التنسيق الإقليمي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالإقليم، مخيم المهمشين ) اختتم بأشكال تصعيدية، سجلت تدخلا قمعيا كبيرا أدى إلى مجموعة من الإصابات في صفوف المعطلين .إلا أن هذه المعركة لقيت تجاهلا من قبل المسؤولين، مما أدى إلى إنهاك قوى المعطلين-ة- الشيء الذي أثر بشكل كبير على التجربة،معارك بطولية وغياب المناصب.نفس التعامل لقيه الطلبة في معركتي عيد الفطر وعيد الأضحى ( معارك بطولية بدون حوارات ). مما أثر على عموم الطلبة،حيث أصبح الحضور في الجموعات العامة يقتصر على بعض الطلبة والمعطلين، الذين يحملون هم النضال وبناء حركة احتجاجية بالإقليم .
جزر نضالي ..إجهاز كلي موسم 2005/2006 عرفت التجربة تراجعا كبيرا بسبب ظهور حركة جديدة في الإقليم ( أيت غيغوش ) حيث بلورت أفكار الحركة الثقافية الأمازيغية، وذلك بتغيبها لكل ما هو نقابي و اقتصارها على الثقافي الهوياتي.كما تتعامل بكل عصبوية مع كل المكونات و المناطق الأخرى(خاصة سكورة وورزازات المدينة) . بالإضافة إلى رفضها التنسيق مع المعطلين.كما أدى انسحابها وما تلاه من تعبئة مسمومة في صفوف الطلبة المنخرطين في التجربة وغير المنخرطين إلى تشتت الطلبة بدل توحيدهم و الدفع بالتجربة إلى الأمام. كما ساهم تفكك أغلبية فروع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالإقليم-بسبب تجاهل المسؤولين واعتماد المقاربة الأمنية و كذا لحسابات سياسية بين مجموعة من المكونات داخل الإقليم (منع المعطلين من الاستفادة من المقرات ..)- في تراجع المد النضالي وبالتالي إجهاز كلي لعمالة الإقليم على المكاسب المنتزعة.
Admin Admin
عدد الرسائل : 97 العمر : 36 نقاط : 53 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 09/11/2008
موضوع: 3 السبت 29 نوفمبر 2008 - 17:40
2006/2007 بعد الانعطافة الكبيرة التي عرفتها التجربة، طرح النقاش من جديد بين مجموعة من المناضلين، الذين سبق لهم أن شاركوا في التجربة من قبل و كذلك بعض المناضلين الجدد، حول سبل إحياء التجربة و إعطائها نفسا جديدا. كانت البداية بعقد لقاءات أسبوعية بين الطلاب خاصة طلبة سكورة،حيت خلص الجميع إلى ضرورة إعادة إحياء التجربة و استرجاع المكاسب التي تم الإجهاز عليها . توجت هذه اللقاءات بجمع عام تم خلاله فرز لجنة طلبة سكورة، كما حضر الجمع العام ممثلين عن طلبة ترميكت (منطقة بقرب مركز المدينة). ليتم تسطير البرنامج النضالي لمعركة عيد الأضحى ، التي ابتدأت يوم 28 دجنبر2007 قبلها تم توزيع حوالي5000 نداء على السكان (بكل من سكورة وترميكت) و كذلك مجموعة من الدعوات على الإطارات النقابية و الجمعيات التي حظرت المهرجان الخطابي المنعقد يوم04/01/2007 . تخللت المعركة أشكالا احتجاجية موازية و مختلفة:وقفات، مسيرات، قطع الطريق. لتتوج المعركة بحوار مع العمالة، حضرته لجنة طلبة سكورة وترميكت .أسفر الحوار عن تحقيق النقل لـ 270 طالب ، كما ثم أعطاء مراسلات للجهات المسؤولة عن الحي الجامعي، ووعود بالاستفادة من التطبيب (لحالات محدودة) و الإنعاش في العطلة الصيفية . رغم المكاسب البسيطة التي تم تحقيقها، إلا أنها تعد حافزا كبيرا لمجموعة من الطلاب للسير قدما من أجل تطوير هذه المكاسب. حيث اتفق جميع المشاركين في المعركة على البحث عن السبل التي ستمكنهم من تحقيق أذينات النقل ( requisition )وذلك بتطوير أشكال الاشتغال بالنقاش مع مختلف الطلبة في باقي المناطق و كذلك إحياء تقاليد التنسيق مع المعطلين والبحث عن صيغ جديدة للنضال المشترك مع باقي مهمشي الإقليم وهذا ما سيمكن من انتزاع باقي الحقوق و وتحصين المكتسبات.
لماذا يناضل الطلاب بأقاليمهم ولا يناضلون من داخل جامعاتهم ؟
عرفت السنوات الأخيرة تنامي نضالات طلابية إقليمية بأساليب كفاحية و مطالب متجدرة عجزت الحركة الطلابية عن حملها فما بالك الدفاع عنها. كما أبانت معارك الطلاب بالأقاليم عن وعي طلابي كبير برفعها لملفات مطلبية وازنة و محددة وتجسيدها لأشكال نضالية راقية(حليقات ، مسيرات بالأسواق ، قطع الطرق ...) .
نواقص يجب الوقوف عندها:
· رغم جماهيرية هذه المعارك إلا أنها لا تعرف مشاركة جل الطلاب ( مثلا طاطا يتواجد بها تقريبا 1200 طالب يحضر منهم 500 طالب فقط ). مما يستدعي فتح نقاش واسع ومحاولة إقناع الكل بالمشاركة . · غياب شبه كلي لنشرات وكراريس توثق و تعرف بأهم المحطات النضالية لهذه التجارب. · غياب التنسيق بين هذه التجارب في المعارك النضالية رغم تقاربها الزمني ورفعها لملفات مطلبية واحدة. · اقتصار هذه التجارب على مناطق و جامعات بعينها مما يستدعي فتح النقاش مع طلاب المناطق الأخرى ونقلها إلى باقي الجامعات. وتبقى المفارقة الصارخة هي أن هذه الطاقات النضالية رغم كفاحيتها لا نكاد نراها تناضل من داخل الجامعة. وذلك لعدة أسباب أهمها : -1 الهزائم التي راكمتها الحركة الطلابية وفقدان الثقة في النضال داخل الجامعة (عجزها مثلا عن رفع مطلب المنحة فما بالك بتحقيقه).بعكس الانتصارات التي حققتها النضالات الإقليمية (ورزازات: النقل معركة 2007 ، طاطا 7 أسرة بالحي الجامعي 2003 ، ورزازات 30 منحة معركة 2001 ...) مما يحفز الطلبة الجدد على الانخراط أكثر في النضال الإقليمي. -2اقتصار النضال بالجامعة على مسيرات واعتصامات داخل العمادة. بخلاف نضال طلبة المناطق الذي يتخذ أشكال متجدرة: قطع الطريق ، شل الإدارات و المحطات الطرقية مسيرات ، إعتصامات، مبيت ليل أمام العمالات و الإدارات، حلقيات بالأسواق. هذه الأشكال النضالية إضافة إلى المكان الذي تتم فيه، شجع مجموعة من الطلاب و السكان على المشاركة المكثفة . -3 عزلة النضالات الجامعية عن المحيط الخارجي،بخلاف النضالات الإقليمية التي تتميز بالانفتاح على الإطارات السياسية و الجمعوية و الحقوقية و النقابية .كما تتميز المعارك الإقليمية بالمؤازرة والمساندة من طرف أباء وأمهات الطلاب ( تحضر بعض الأمهات الخبز أو بعض المواد الغذائية لمعتصم الطلاب ). كما يقوم التلاميذ من جهتهم
بالانخراط في هذه المعارك ،سواء بالحضور كمشاركين(بمطالبهم الخاصة) ،أو تفجيرهم لأخرى من داخل تانوياتهم، أو الحضور بشكل شخصي للدعم و المساندة. -4 غياب الديمقراطية من داخل الجامعة :حيث أن نقاش المعارك وتسييرها وتنظيمها و حتى التعبئة لها يتم في حلقية لايحضر فيها الطلاب ولا يشاركون فيها .وذلك لاستحواذ ثلة من المناضلين على كل هذه المهام ، في حين يتم نقاش معارك الطلاب بالأقاليم وفق أعرق التقاليد الديمقراطية في جمع عام يحضره طلاب الإقليم ،يوضع له جدول أعمال محدد و
يناقش فيه بأسلوب سهل بعيدا عن اللغة الخشبية التي تتميز بها الحقليات، مع إمكانية تدخل الجميع للتعبير عن وجهة نظره،ويتم إتخاد القرارات بالأغلبية ( التوجه العام أو التصويت ) .كما يشارك الجميع في الإعداد للمعركة فالكل مدعو للتعبئة و الاقتراح. ولعل الحضور النسوي بشكله المكثف خير دليل على ذلك ،حيث يلاحظ الالتفاف الكبير للطالبات حول الأشكال النضالية بالأقاليم. -5 افتقار النضالات الجامعية لأبسط الأشكال التنظيمية (اللجان ، الملفات المطلبية ، المالية ، الجموعات العامة ...) على عكس النضالات الإقليمية المنظمة بشكل محكم، حيث تنبثق عن الجمع العام لجان تنظيمية لكل معركة : *المالية: جمع الدعم و توفير الأكل و المبيت للمشاركين. *التنسيق: الاتصال بالإطارات وطلب المساندة المادية و الإعلامية،إضافة إلى التنسيق بين طلاب مناطق الإقليم. *الحوار : مهمتها جمع كل المعطيات المتعلقة بالملف المطلبي ودراسته. *المتابعة: متابعة ردود الحوار. إضافة إلى لجان أخرى كلما اقتضى الأمر ذلك( لجنة اليقظة في المبيت الليلي )وتكون هذه اللجان مسؤولة أمام الجمع العام الذي له حق المحاسبة و العزل واستبدال الأعضاء . كما تتميز المعارك الإقليمية بملف مطلبي محدد و مدروس و بمطالبه الجوهرية والتي تمس الطالب بشكل مباشر ( المنحة ، الحي ، النقل ...)، عكس الملفات المطلبية الجامعية المجهرية وغير المدروسة . كل هذه العوامل مجتمعة إضافة إلى ما تعانيه النضالات الجامعية بأشكالها و أساليبها جعلت النضالات الطلابية الإقليمية مناسبة يجتمع فيها الطلاب ويناقشون فيها مشاكلهم ويناضلون من أجل تحقيق مكاسب و تحصين أخرى. إن مشاركة كل الطلبة المناضلين بالأقاليم في النضالات الجامعية اليوم مسالة ملحة أكثر من أي وقت مضى . فهجوم الدولة على تعليم الكادحين يزداد يوما بعد يوم. إضافة إلى بداهة أساسية مفادها أن الرد الطلابي الحازم على هذا الهجوم يجب أن يكون موحدا ومنظما بمركزته وطنيا. إن أولى الخطوات تبدأ بفرض ديمقراطية المعارك الإقليمية داخل الجامعات واستثمار باقي المقومات السالفة الذكر (الم طالب الوازنة، الجماهيرية،اللغة البسيطة، الديمقراطية، التنظيم، الأشكال النضالية الراقية، النضال المشترك...) لصالح إعادة بناء منظمة الطلاب.