<table width="98%" align=center border=0><tr><td style="FONT-WEIGHT: bold; FONT-SIZE: 17px; DIRECTION: rtl; FONT-FAMILY: Arabic Transparent; TEXT-ALIGN: justify">لا شك أن المآسي التي مر بها الغرب جرَّاء حربين عالميتين، كانت لها أعظم الآثار في ترسيخ هذا الانتحار الحضاري الذي نشهده الآن.. فعلى مستوى الأخلاق شاعت النسبية الأخلاقية، والبراجماتية، وطغيان الحداثة، ورفض المطلق. وعلى مستوى الفن والثقافة نشأت "الحوشية" و"الدادية" و"العبثية" وانتعشت الفوضوية و"الوجودية"... إلى "ما بعد الحداثة".. وحتى على مستوى العلوم التجريبية... بدأت هذه العلوم تفقد فلسفتها.. وتدخل في عبثية علمية طائشة كثورة الاستنساخ وما تفرع عنها من جنون وهوس علمي غير معلوم العاقبة. وقد نبتت الحركة الأنثوية تحت وطأة هذا الشك والجنوح والتمرد والجنون، الذي أصَّل الصراع والتناقض كأساس لحركة الوجود والموجودات.. وأصبح الإنسان ذئب الإنسان كما يقول "هوبز". ومن ثم أصبحت "المتعة الجنسية" "أو الجنسانية" إحدى أهم ركائز المجتمع المعاصر، يغذيها هذا الرصيد الديني والتاريخي المنحرف السيئ بشأن المرأة، فانطلقت الحركة الأنثوية تنادي بالتحرر الجنسي كعنصر مكمل ومتمم للتحرر الاجتماعي، ورفض ربط الجنس بالتناسل، وتأصل مبدأ اللذة hedonism، وظهور فلسفات إدلر، وفرويد، وهربرت ماركيوز، وشيلر، التي نزلت بالمرأة من آفاق التحرر إلى أوحال الجنس إلى أن وصلت "الثورة الجنسية" إلى ذروتها في فترة الستينيات مما أدى إلى اختزال الحركات النسائية في الأبعاد الجنسية والجسدية للمرأة. </TD></TR></TABLE>
الحركات النسائية مختزلة في الأبعاد الجنسية للمرأة!