عدد الرسائل : 97 العمر : 36 نقاط : 53 السٌّمعَة : 1 تاريخ التسجيل : 09/11/2008
موضوع: ما الفلسفة ؟ الإثنين 10 نوفمبر 2008 - 7:51
ما الفلسفة ؟
2. الموقف الفلسفي:
ج. حضور الفلسفة:
النّص/السّند: الفلسفة و الممارسة. سارتر
( انظر النص )
الأطروحة: لا يمكن فصل الفلسفة عن الممارسة التّاريخيّة التّي فيها تتأطّر تكوّنا و تعبيرا و تجاوزا ( استشراف آفاق الممارسة ).
الأطروحة المستبعدة: المواقف التّي تهمل في تعريفها للفلسفة الواقع التّاريخي.
الإشكالية: هل الفلسفة نشاط نظريّ صرف مستقلّ تماما عن الواقع، أم أنّها ممارسة تتأطّر في ديناميّة تاريخيّة محدّدة ؟
تفكيك العناصر:
1- الفلسفة تعبير عن حركيّة المجتمع.
2- الفلسفة بما هي ممارسة تاريخيّة.
التّحليل:
§ تحديد المفاهيم:
× الالتزام: L’engagement
الدّلالة1: الارتباط، التّقيّد
ü يقتضي التخلّي عن الموقف التّأمّلي للعالم الذّي يفترض إقصاء كلّ فعل إنساني.
( موقف الفلسفة المثاليّة الذّي ينتهي إلى وضع حدّ فاصل بين الفلسفة و البراكسيس )
ü اختيار وضعيّة تمتاز بالمحدوديّة و لكنّها تسمح بالتّأثير الفعلي في العالم
( الماركسيّة، الوجوديّة )
التزام التّفلسف البراكسيس.
الدّلالة2:
وعد مسؤول بتحقيق شيء ما، استشراف للمستقبل، رسم للغايات، تحديد لوجهة الفعل الإنساني. اتّخاذ موقف ما و الانخراط المسؤول في قضيّة نعتقدها عادلة.
Ø البراكسيس: Praxis
لفظة إغريقية تعني الفعل و الممارسة. و هي تتعارض في الفلسفة اليونانيّة مع النّظريّة Théoria التّي تعني بالأساس التّأمّل و التّفكير النّظري الخالص. انّه، كما يعرّفه ماركس ّ النّشاط الإنساني المحسوس ّ ( أطروحات حول فيورباخ ). و ليس لهذا النّشاط من معنى الاّ في فترة تاريخيّة و مجتمع محدّدين.
1- ( البعد 1 للالتزام ) الفلسفة تعبير عن حركيّة المجتمع:
§ التّعريفات المستبعدة للفلسفة:
أ- الفلسفة وسط ثقافي معزول بصفة مطلقة عن مجالات الفعل الإنساني و الممارسة الاجتماعيّة.
يعترض هذا إقامة قطيعة بين تاريخ الفلسفة من جهة و التّاريخ الحقيقي للبشر.
أمثلة: - فلسفة أفلاطون: كشف نظري عن الحقيقة المعقولة و الماهويّة بمعزل عن الواقع الاجتماعي و الفعلي.
- فلسفة ديكارت: عزل الفلسفة عن كلّ ما هو اجتماعي و سياسي.
- فلسفة كانط: الفلسفة اقتصار على جانب المعرفة و الحقيقة ( نقد العقل و ليس نقد المجتمع و الواقع السّياسي ).
ب- الفلسفة موقف و رأي شخصي معيّن ليس له أيّ علاقة بالواقع الموضوعي و العيني.
ت- الفلسفة قطاع معيّن من الثّقافة شأنها شأن الفنّ، العلم و الدّين إلى غير ذلك.
الفلسفة حسب هذه التّعريفات بحث نظري لا صلة له بالممارسة الفعليّة و التّاريخيّة.
الالتزام بالحقيقة لا يتوافق مع الالتزام بالواقع.
§ التّعريف البديل للفلسفة:
الفلسفة التزام ( ارتباط ) بالواقع.
من حيث النّشأة و من حيث التّعبير عنه تعكس حركيّة المجتمع
ّ تتكوّن فلسفة ما ( البراكسيس الاجتماعي و التّاريخي ). أمثلة:
في بعض الظّروف - الفلسفة الدّيكارتيّة: تمثّل وعيا اجتماعيّا لفائدة
المحدّدة بدقّة ّ طبقة برجوازيّة متكوّنة من الحقوقيّين و التجّار
لا يمكن عزل الفلسفة و أصحاب المعارف. هذه الطّبقة التّي تناضل من عن الواقع الذّي فيه أجل تجاوز وضع المجتمع الإقطاعي
نشأت. كوضع سياسي و ثقافي متردّي وجدت في فلسفة
الفلسفة تاريخيّة و ليست ديكارت العقلانيّة تعبيرا عنها. ديكارت مجّد العقل
مطلقة ( ليست متعالية عن و رفض الموروثات و العادات و التّقاليد البالية. التّاريخ ). ينتج عن ذلك فهدفه هو أن يجعل الإنسان سيّدا و مالكا للطّبيعة.
أنّ الفلسفة بألف و لام - الفلسفة الماركسيّة: هي وعي اجتماعي لفائدة طبقة
التّعريف لا وجود لها. البروليتاريا ( الطّبقة الشّغيلة ). هذه الطّبقة تناضل
هناك فلسفات مرتبطة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعيّة و انتفاء الفوارق
بظروف تاريخيّة محدّدة. الطّبقيّة. وجدت في فلسفة ماركس تعبيرا عنها.
- الفلسفة الوجوديّة: ( أحداث ماي 68 في فرنسا
و المطالبة بتجاوز أخلاقيّات المجتمع التّقليدي ).
تعبّر الفلسفة الوجوديّة عن حرّية الفرد في أن يفعل
ما يشاء دون التزام بالقيم الأخلاقيّة و الدّينيّة الموجودة.
2- ( البعد 2 للالتزام ) الفلسفة بما هي ممارسة تاريخيّة:
الفلسفة التزام ( وعد مسؤول، رسم للغايات)بالواقع.
توحيد كلّ العلوم توجيه هذا المشروع المعرفي
ضمن مشروع معرفي نحو تحقيق غايات و مطامح
عامّ و شامل الطّبقة الصّاعدة.
مثال: فلسفة ديكارت: المشروع هو جعل الإنسان البرجوازي سيّدا و مالكا للطّبيعة. الوسيلة اعتماد ترييض الوقائع، في مختلف مجالات المعرفة. فالمنهج الفيزيائي، مثلا، من حيث هو منهج يعتمد على الرّياضيّات، ليس منهج بحث و تفسير فقط، و انّما هو أيضا، في نفس الوقت، يعبّر عن مقاصد الطّبقة البرجوازيّة ( السّيطرة على الطّبيعة ) و تقنياتها إزاء العالم المتمثّلة في استعمال المنهج الرّياضي ( الطّبيعة مكتوبة بأحرف رياضيّة ).
الالتزام الفلسفي، هنا، في بعده 2 لا يقتصر على مجرّد التّأثّر ( التقيّد و الارتباط ) بالواقع، بل هو يمتدّ إلى التّأثير على المستقبل و توجيه حركيّة الواقع و حيويّته نحو غايات قيميّة تتماشى مع مصالح الطّبقة الصّاعدة.
- الفلسفة تؤثّر في الواقع بطريقة غير مباشرة. مثال:
الفلسفة الدّيكارتيّة ساهمت في تطوير العلوم من خلال تأكيدها على المنهج الرّياضي في علم الفيزياء و بقيّة العلوم.
هدف العلم هو تحقيق السّيطرة على الطّبيعة من خلال تطوّر التّقنية. و تطوّر التّقنيات يساهم في تغيير الواقع المعيش. يقول هيدغر: ّ انّ القنبلة الذرّية انفجرت في الكوجيتو الدّيكارتي ّ.
ميزة الفلسفة، إذن، عند سارتر، لا تتلخّص في كونها معرفة نظريّة بالوجود و بالعالم ( كما هو الشّأن عند أفلاطون و أرسطو ) بقدر ما هي معرفة عمليّة مقصدها و غايتها تغيير الواقع
و تحويله.
مكاسب النّص:
§ تجاوز التمزّق الفلسفي القديم بين الالتزام بالحقيقة و الالتزام بالواقع التّاريخي.
§ إعادة النّظر في العلاقة بين الفلسفة و الممارسة و اعتبار النّشاط الفلسفي ممارسة تاريخيّة حقيقيّة.