العولمة تقتضي مزيدا من النزعة الأممية!
إننا غاطسون في عز العولمة الرأسمالية. وهذا هو الفضاء الذي بات ضروريا أن يكون إطارا لتفكيرنا في النضالات وبناء حركة عمالية جديدة، والقطع مع النظام، ومسألة الاشتراكية. ليس ثمة، أكثر من ذي قبل، من حل وطني طالما أن الاقتصاديات والمجتمعات متشابكة، وطالما المشاكل الجوهرية تستدعي ردا وإجابات على هذا النطاق. كيف يمكن حل أزمة المناخ، وأزمة الغذاء، ومحاربة الشركات متعددة الجنسية دون مرور بالنطاق العالمي؟ الرأسماليون منظمون على هذا النطاق عبر مؤسسات عديدة، والمستغلون راكموا الكثير من التأخر من وجهة النظر هذه. لذا نرى لازما تماما ما يلي:
تطوير حركات جماهيرية وحدوية و نضالات مقاومة منسقة على صعيد دولي بوجه المشاكل الكبرى
إرساء حركة وبرنامج أوربيين من أجل أوربا ديمقراطية للعمال والشعوب ضد المؤسسات الحالية للاتحاد الأوربي، مما يستوجب، أبعد من تنشيط نضالات أوربية، سياسة تجميع للقوى المعادية للرأسمالية على هذا النطاق.
التوجه صوب منظمة أممية جديدة ديمقراطية ومعادية للرأسمالية وبيئية ومناوئة للعنصرية وللامبريالية...
بناء حزب ينسج من فرنسا روابطه ويعمل من أجل تجميع القوى المعادية للرأسمالية والثورية.
تنظيم حملات وحدوية عالمية والمشاركة في الإطارات التي تتيح تنشيطها.
حزب جديد من أجل النضالات، حزب من أجل التغيير الثوري للمجتمعتقسم مسألة السلطة بعمق اليسار المسمى مناهضا لليبرالية. يجب على كل حزب أن يطرح مشكل السلطة ولسنا، ولن نكون، استثناء لهذه القاعدة. يكمن المشكل في معرفة في أي إطار ولصالح من؟ المسألة بنظرنا هي الانتقال من وضع تقرر فيه أقلية وتفرض خياراتها، وأرباحها وامتيازاتها، إلى وضع حيث تمسك الأغلبية بالمقاليد السياسية والاقتصادية لتسيير المجتمع. نحن لا نريد السلطة لأنفسنا بل أداة لحركة في الأسفل. إن قسما من السلطة السياسية خاضع للاقتراع العام، في إطار مراقب جدا وغير ديمقراطي بتاتا (الرئاسية، اقتراع الأغلبية...) . لكن سلطة منظمة أرباب العمل غير خاضعة للاقتراع الشعبي... لذا يستتبع برنامجنا مجابهة مع أرباب العمل، ومع الامتيازات الاقتصادية، وضد مجالس الإدارة التي تمثل مالكي الأسهم... يستوجب هذا حركة اجتماعية قوية، نوعا من مايو 68 يتقدم حتى النهاية، يبدأ بالتحكم في سير الاقتصاد.
ان المؤسسات عناصر أساسية للحفاظ على النظام الاجتماعي والملكية الرأسمالية. لا نريد بناء حزب تدبير للوضع القائم بل حزب قطع معه. هذا ما يجعل الاستقلال عن الحزب الاشتراكي مسالة أولى. لا يمكن أن تتعايش الرأسمالية الليبرالية مع مناهضة الرأسمالية في نفس الحكومة. لذا ليس منظورنا جمع اليسار كما هو أو أطراف من هذا اليسار، بل بناء حركة اجتماعية وسياسية أكثروية من اجل القطع مع الرأسمالية. عندئذ ستطرح مسألة السلطة!
الحزب، بالنسبة لنا، قوة جماعية وديمقراطية. انه تجميع لمناضلين ومناضلات موحدين حول برنامج مشترك. انه أداة وليس هدفا بحد ذاته. انه قوة قادرة على التفكير من أجل الفعل. قوة تغذي برنامجها، ورؤيتها للمجتمع بعلاقة مع عالم الشغل والسكان عبر النضالات. حزب يحترم استقلال الفرق النقابية والحركات الاجتماعية. حركة تضمن أيضا في نظامها الداخلي تداول المعلومات والنقاشات والتكوين للجميع، وحق تشكيل الاتجاهات و تيارات عمومية، والاعتراف النظامي بالتعددية والنسبية في انتخاب القيادات.
كما ان المقصود بالنسبة لنا بناء قوة تصوت، وتقوم بخيارات، وتعترف بقاعدة الأغلبية مع احترام خيارات الأقليات.
بوجه حياة سياسية ممركزة بواسطة الدولة، نحن بحاجة إلى حزب، إلى قوة من أجل التحويل الثوري للمجتمع، يدمج الأنشطة الوطنية و التصريفات المحلية.
يجب ان تكون القيادات المنتخبة بالتكافؤ بين الجنسين مسؤولة أمام الهيئات التي عينتها، وتقدم كشوف حساب على تفويضها، ونشاطها النضالي لا سيما عندما يكون بمكافأة. إن الشفافية والرقابة هما الضمانة الوحيدة لاشتغال ديمقراطي حقيقي للنضال ضد البيروقراطية التي ألحقت أيما أضرار بالحركة العمالية.
هذا الحزب الجديد ملح وضروري
من اجل بناء معارضة فعلية لساركوزي ولأرباب العمل
هذا لأن اليسار المؤسسي يبدو بجلاء رافضا لمعارضة خطط السلطة وأرباب العمل وتجسيد تغيير مجتمعي. ولأن النضالات تتيح هكذا منظورا، يتكاثر باطراد المناضلون،من الجنسين، شبابا ومن هم أقل شبابا ومن مختلف الأصول، الذين يتوقون إليه. نقابيون ومناضلو جمعيات، وناشطو عولمة بديلة، وشباب منخرطون في العمل منذ معارك عقد أول عمل، ومناضلون سابقون من مختلف المسارات، ومناضلون مناهضون للعنصرية والوافدون الجدد على السياسة والذي يستأنفون نشاطهم ومناضلات نسوانيات...
باتحادنا حول ضرورة الدفاع عن خطة عمل مناهضة للرأسمالية تدمج مطالب اجتماعية وديمقراطية ونسوانية وبيئية ومناوئة للعنصرية وللامبريالية، بوسعنا أن نبني جميعا حزبا جديدا.
هذا ضروري وممكن
العصبة الشيوعية الثورية
تعريب جريدة المناضل-ة