الدين والسلطة الأبوية :
--------------------------------------
منذ العصور الفديمة كانت الأديان تدخل الحرب العسكرية الاقتصادية لفرض الحكم الطبقى
فى الدولة , ولفرض السلطة المطلقة للأب فى الأسرة ,
كان الكهنة أو رجال الدين جزءا لا يتجزأ من الحكم , وكان حكمهم أشد دكتاتورية من غيرهم
باعتبارهم مندوبو الله على الأرض , ومن يعارضهم يستحق الاعدام بتهمة الكفر أو الالحاد ,
يتلخص النظام الطبقى الأبوى الذى نشأ مع العبودية فى أن طبقة الملاك الأسياد لهم السيطرة المطلقة
فى الدولة , وأن الأب له السيطرة المطلقة فى العائلة أو الأسرة , وأن اسم الأب وحده هو الذى
يعطى الهوية والدين والشرف والشرعية للأطفال ,
فى مصر اليوم آلاف الاطفال غير الشرعيين الذين يواجهون مع أمهاتهن البريئات ( يصل عددهم الى 2 مليون طفل وأم ) حياة أشد بؤسا من الموت , وأشد قسوة مما يعانيه الاطفال والنساء فى الحروب
العسكرية , لأن الموت فى الحرب العسكرية يصاحبه التعاطف الاجتماعى العام والشرف الوطنى , لكن
الموت بسببب عدم وجود اسم الأب يصاحبه العار والخزى ,
مع الثورات التحريرية الشعبية من النساء و العبيد , على مدى العصور حتى يومنا هذا , تغير النظام الطبقى الأبوى شكلا , من الاقطاع الزراعى الى الرأسمالية الصناعية الحديثة وما بعد الحديثة , الا أن جوهر النظام الطبقى بقى , وبقيت الأسرة الأبوية كنواة
الدولة و المجتمع , ويظل اسم الأب فى مصر وعدد كبير من البلاد , هو الحامى الوحيد للأطفال
والنساء من العار والفضيحة الاجتماعية والاخلاقية