هكذا فان العمل على إبراز الطـرح التقدمي للقضية الامازيغية عــبر النضال الديمقراطـي الجذري أمر لا مفر منه و مطروح بحدة على مكونات اليسار الجـذري و على النــهج الديمقراطي بالخصوص ، وذلك عبر إبداع أشكال نضالية ملموسة و أطروحات نظرية تقدمية لإبراز موقـع الامازيغية في الصراع الطبقي من اجل الديمقراطية الحقيقية ، في مواجهة الطرح الرجعي الرسمي المدعوم من طرف الأحزاب المخزنية و الممخزنة ، من اجل تفكيك البنية المخزنية للدولة و إشاعة الديمقراطيـة و تفكيك قيود الفكر الأصولي الـذي يهيمــن على الإنســان بارتباطــه المثالي بالشــرق و انفصاله عن واقعه الملموس الذي يتعرض للاستغلال و التهميش ، و بالتالي يفسح المجال أمام قوى الظلام للتغلغل في أوساط الجماهير الكادحة ، التي ترى في أطروحاتها الظلامية الخلاص مـن القهر والفقر في ظل سيادة الدولة المخزنية و كيلة العولمة الليبرالية المتوحشة . دسترة الامازيغية في ظل الحكم الذاتي : - III
إن الطرح الديمقراطي الجذري للنضال ضد هجوم العولمة الليبرالية المتوحشةاصبح اليوم أكثرملحاحية من أي وقت مضى ، و ذلك نظرا لما تشكله الخصوصيات المحلية من أهمية في النضال ضد الغزو الامبريالي في صيغته الاستعمارية الجديدة التي تستهدف ضرب الهوية ذات الخصوصيات المحلية ،الشيء الذي يفتح المجال أمام تفكيك البنية الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و بسط السيطرة الامبريالية لفصل الشعوب عن واقعها الملموس و ربطها بالنمط الامريكي الرأسمالي. إن ما تعيشه الامازيغية من تهميش ليس وليد اليوم ، إنما هــو نتيجة ضــرب البنية الاقتصادية و الاجتماعية بعد تفكيك نمط الإنتاج المحلي المطبوع بالهوية الامازيغية ، وتفكيك التنظيمات الذاتية للجماهير بعد الانتصار المرحلي لتحالف البورجوازية و الإقطاع و تجريــد الفلاحين الفقراء من أدواتهم الذاتية / جيش التحرير الذي يعتبر الصيغة الحديثة الأكثر تقدمـا للنضال المدن و بالتالي تفكيك تحالف الفلاحين الفقراء بالبوادي و الطبقة العاملة بالمدن .
و بتفكيك تحالف الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء يكون تحالف قــوى الاستغلال / الكومبرادور و الملاكين العقاريين و المافيا المخزنية قد حققت انتصارا مرحليا ، مما يطرح على اليسار الجذري و النهج الديمقراطي بالخصوص دعم نضالات الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و ذلك ببناء تحالف استراتيجي معهـا ، و التوجه إلى تقوية المد التقدمي في صفوف الحركة الامازيغية من اجل بناء تحالف القطب الديمقراطي الجذري و بلورة مفهوم الخصوصيات المحلية في الصيغة التقدمية لها ، و التي ترتكز إلى الهوية المحلية التي تعتبر عاملا أساسيا في بناء أدوات الدفاع الذاتي للجماهير ، و النضال من اجل بلورة مفهوم الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية في إطار الحكم الذاتي للمناطق ذات الخصوصيات المحلية.
و يعتبر دور المجتمع المدني في الصراع الطبقي أساسيا خاصة في ظل هجوم العولمة الليبرالية المتوحشة ، لما لدور الحركات الاجتماعية من أهمية في مواجهة الاستعمار المباشر الجديد الذي تقوده الامبريالية و الصهيونية اليوم ، و تشكل تنظيمات المجتمع المدني خطرا علـى الحركات الاجتماعية باعتبارها سيفا ذو حدين ، فهي تنبثق من رحم الجماهير و قل ما نجدها مرتبطة ارتباطا حقيقيا بالجماهير ، حيث نجد جلها يسعى إلى التمويل المشروط المدعوم مـن طرف العولمة الليبرالية المتوحشة ، و الذي يعتمد عليه النظام المخزني في بلورة مفهومـه الليبرالي التبعي للتنمية التي ترتكز إلى التبعية للمؤسسلت المالية الدولية و الشركات المتعددة الاستيطان و المجموعات المالية ، ضدا على المفهوم الحقوقي للتنمية الذي يرتكز إلى حـق الشعوب في تقرير مصيرها ، من اجل بلورة مفهوم الخوصصة التي يهدف إلى تفــويت المؤسسات الإنتاجية و المالية الوطنية ، التي تم بناؤها بعرق جبين القوى المنتجة ، و تفويتها للرأسمال المركزي و وكلائه و ضرب الحق في الشغل القـار و تسريح العاملات و العمـال و تكثيف استغلالهم خاصة المرأة و الطفل .
في مقابل ذلك نشأت التنظمات الذاتية للجماهير و من بينها الحركة الامازيغية التي أصبحت تطرح مطالب دستورية في حجم دسترة الامازيغية ، و الذي يمكن اعتباره موقفـا سياسيا تقدميا إذا ما اعتبرنا دور الخصوصيات المحلية في تأجيج الصراع الطبقي ، و هكذا يطرح اليوم على الحركة الامازيغية تحديات جسام باعتبارها تشتغل في مجال عريض يعرف تهميشا ملحوظا ، كما يعتبر مجالا حيويا تستهدفه الامبريالية و الصهبونية الشيء الذي يطرح على اليسار الجذري و النهج الديمقراطي بالخصوص اعتبـار تنظيمات الحركة الامازيغيــة التقدمية حليفا استراتيجيا في النضال من اجل الديمقراطية الحقيقية ، و الذي يجب ان يستهدف تفكيك البنية المخزنية للدولة و ذلك بإزالة صفة القدسية على الحكم و بالتالي قدسية اللغة الرسمية و دسترة الامازيغية كلغة رسمية للبلاد ، في أفق بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية التي تتمتع فيها المناطق ذات الخصوصيات المحلية بالحكم الذاتي .
و هكذا يظل أفق التحالف بين اليسار الجذري و الحركة الامازيغية التقدمية مطروحا في بعده الاستراتيجي ، ولن يتأتى ذلك إلا في إطار القطب الديمقراطي الجذري و الذي يأخذ بعين الاعتبار الطرح التقدمي للقضبة الامازيغية ، بتحالف مع الحركات الاجتماعية ج هويا و دوليا في أفق دستور ديمقراطي يقر الامازيغية لغة رسمية في إطار منح المناطق ذات الخصوصيات المحلية حكما ذاتيا .
الحسيـــن ام ــ ال
تارودانت في :31 مارس 2004
kamalofitche
عدد الرسائل : 5 نقاط : 5 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 01/04/2009