ايها اليساريون الى متى سيظل خداع حماس ينطلي عليكم -- الجزء الاول
كاتب الموضوع
رسالة
ابراهيم علاء
عدد الرسائل : 3 نقاط : 0 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 13/12/2008
موضوع: ايها اليساريون الى متى سيظل خداع حماس ينطلي عليكم -- الجزء الاول السبت 13 ديسمبر 2008 - 16:21
ايها اليساريون الى متى سيظل خداع حماس ينطلي عليكم -- الجزء الاول
بقلم : ابراهيم علاء الدين
بعض الرسائل التي تردني تعليقا على بعض المقالات وخصوصا تلك المتعلقة بحماس وبالرغم من دماثة خلق معظم مرسليها الا ان البعض منهم ينوه بان حركة حماس لا تسعى لاقامة دولة دينية، ولهؤلاء ولغيرهم ممن تمكنت حماس من تضليلهم وخداعهم ، فاعتقدوا انها تنظيم وطني فلسطيني مثلها مثل فتح او الجبهة الشعبية او الديمقراطية او باقي الفصائل الوطنية الديمقراطية الاخرى، وجب التنويه والتوضيح والتاكيد على ان حركة حماس هي حركة دينية ، هدفها اقامة المجتمع والدولة الدينية، الي يرأسها الخليفة، وهي دولة لا يمكن الا ان تكون استبدادية يرأسها طغاة جبابرة.
ولتبيان ذلك لا بد من الاشارة الى ان حركة حماس هي جزء من حركة الاخوان المسلمين العالمية، وهذا ليس استنتاجا من عندي، وانما ورد في البند الثاني من ميثاق حماس "حماس فرع من حركة الاخوان المسلمين في فلسطين". وقد اعلن المستشار السياسي لاسماعيل هنية واحد منظري حماس في تصريح صحفي لوكالة انباء راماتان :" أن ميثاق حركة حماس هو وثيقة تاريخية نعتز بها وهي جزء هام من نضالنا ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأن هذا الميثاق له الفضل في تعبئة الشارع الفلسطيني".
وفكر الاخوان واضح ومعلن ومنشور منذ عشرات السنين صاغه ورسمه مؤسس حركة الاخوان المسلمين حسن البنا في مطلع القرن الماضي وبخصوص الدولة يقول البنا "وهؤلاء الذين يظنون أن تعاليم الاسلام انما تتناول الناحية العبادية أو الروحية، دون غيرها من النواحي، مخطئون في الظن، فالاسلام عبادة وقيادة ودين ودولة وروحانية وعمل، وصلاة وجهاد، ومصحف وسيف، لا ينفك واحد من هذين عن الآخر".
وحول موقف الاخوان المسلمين الذين تنتمي لهم حماس من الاحزاب والتعددية السياسية تذكر المراجع التاريخية ان اخوان مصر تقدموا للملك بخطاب كان عنوانه "مولانا جلالة الملك" طالبوا فيه الغاء الاحزاب المصرية والسماح فقط بحزب واحد ترتكز مبادئه على الشريعة الاسلامية وذلك في مواجهة ما اعتبروه بلاء الحزبية وفوضى الانقسام السياسي وجاء بالرسالة "ان الضرورات التي اوجدت التعددية الحزبية قد انتهت فلا معنى لبقاء الاحزاب".
ويقول البنا في كتابه (رسالة التعاليم) "يعتقد الاخوان أن الحزبية قد افسدت على الناس كل مرافق حياتهم، وعطلت مصالحهم، وأتلفت اخلاقهم، ومزقت روابطهم، وكان لها في الناس أسوأ الأثر". ثم يطالب الاستاذ البنا بتغيير النظام البرلماني من أساسه بنظام برلماني يرفض التعددية "فالحائل دون النهضة، والمانع من تقدم الأمة، والمعول الذي يهدم كل خير فيها، ويحطم كل عنصر سليم هو شيء واحد فقط: الحزبية"
وفي ذات السياق يقول عمر التلمساني المرشد السابق لجماعة الاخوان المصريين في مذكراته " أن الاحزاب ما هي الا لعبة استعمارية، كما أن الدستور فكرة استعمارية ".
وهذا الموقف تؤكده حماس على لسان اسماعيل هنية بقوله في احد خطاباته "فالاسلام عبادة وقيادة ودين ودولة وروحانية وعمل، وصلاة وجهاد، ومصحف وسيف، لا ينفك واحد من هذين عن الآخر"
ويضيف في خطاب له باحد المساجد في مطلع السنة الماضية بعد اشهر على الانقلاب قوله :"أن الحكومة حريصة في الوقت الراهن على بناء رسالة المسجد ، فلا كيان سياسي أو دولة تكون قادرة على البقاء، اذا تخلت عن رسالة المسجد ، نحن كحكومة وكمشروع اسلامي في فلسطين .. نحترم رسالة المسجد، ولا يمكن أن نتخلى عنها ، او نخرج عن المنابر والمحاريب .. انه لشرف عظيم أن خطابنا السياسي من المسجد.. أن المسجد كل شيء، تصنع فيه السياسة والثقافة، ويخرج منه المجاهدون لميادين المقاومة ". .
ان ما سبق يوضح بجلاء الموقف الفكري لجماعة الاخوان المسلمين من الدولة والتعددية السياسية والاحزاب والديمقراطية، فهو فكر يسعى لاقامة نظام شمولي لا يقبل المشاركة او الائتلاف او التعاون مع القوى السياسية الاخرى التي تعتبرها مارقة كافرة خارجة عن الدين صنيعة الاستعمار.
ولذلك فانه لمن دواعي العجب والاستهجان عدم ادراك فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية جوهر موقف حركة الاخوان المسلمين وفرعها الفلسطيني حماس. وتدعو الى اقامة وحدة وطنية معها والى تحالف لاقامة دولة وطنية ديمقراطية!!.
فالمفهوم الاخواني الذي تمثله حماس يقوم على بذل كل جهد لاسلمة المجتمع وفق فهمها للاسلام، ووفق تفسيرها ، وكل من يخالفها يعتبر مارقا خارجا عن الملة والاسلام، يتطلب اقامة الحدود عليه، وقتله وقطع اطرافه من خلاف، ولو تطلب ذلك التدمير والقتل والارهاب وارتكاب افدح الجرائم كما حدث في الجزائر والعراق وافغانستان، وفي كثير من عواصم العالم من نيويورك الى لندن ومدريد واخيرا بومباي. "فقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار". هذه العبارة التي عبأت بها حماس عناصرها من القوة التنفيذية لتنفيذ انقلابها الاسود.
والغرييب ان حماس التي تدعي ايمانها بالمقاومة و انها لا تخذ موقفا الا بعد التشاور والحوار مع الهيئات العليا في جماعة الاخوان العالمية لم تمارس أي نشاط على الاطلاق في مواجهة الاحتلال الصهيوني طيلة عشرين عاما، "علنت عن انطلاقها كحركة "مقاومة" عام 87"، فيما كانت طيلة العشرين عاما السابقة تحرض ضد منظمة التحرير الفلسطينية، وضد حركة المقاومة الفلسطينية، وتنعتها بابشع النعوت والتهم والصفات.
وسرعان ما يتبدد الاستغراب عندما نعلم ان منهج الاخوان يقوم على انه لا يمكن مقاتلة العدو المحتل الا بعد تهيئة الاوضاع وأسلمة المجتمع، أي تعميم منهجها وتطبيقه في المجتمع، ثم تنتقل الى المرحلة الثانية لمقاتلة العدو وذلك اسوة بالرسول الكريم عليه السلام الذي لم يقاتل كفار قريش طيلة نحو 13 سنة، الى ان اقام المجتمع الاسلامي في المدينة فبدأ القتال .
ويبدو انه لولا انشقاق عدد من الشباب ممن تاثروا بخطاب المقاومة وعلى رأسهم الشهيد فتحي الشقاقي وتشكيله نواة ما اصبح لاحقا يعرف باسم حركة الجهاد الاسلامي لظلت حماس حتى الان تؤمن بنظرية بناء المجتمع الاسلامي اولا، وهو نفس الموقف الذي ما زال يؤمن به حزب التحرير الذي انشق مؤسسه النبهاني عن الاخوان في منتصف القرن الماضي.
ايها اليساريون الى متى سيظل خداع حماس ينطلي عليكم -- الجزء الاول