عدد الرسائل : 5 نقاط : 0 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/11/2008
موضوع: كارل ماركس ( الجزء 2 ) الثلاثاء 11 نوفمبر 2008 - 6:59
[b]إن ظروف حياة المهاجر هذه كانت مضنية إلى أقصى حد كما يتبين بوضوح شديد من مراسلات ماركس و انجلس (المنشورة سنة 1913) فقد عاش ماركس و عائلته تحت وطأة الفقر المدقع و لولا المساعدة المالية الدائمة المخلصة التي كان يقدمها له انجلس لما استحال على ماركس انجاز كتاب "راس المال" و حسب بل لكان هلك حتما من البؤس. و من جهة أخرى كانت المذاهب و التيارات السائدة في الاشتراكية البرجوازية الصغيرة و الاشتراكية غير البروليتارية بوجه عام تضطر ماركس إلى خوض نضال دائم لا هوادة فيه كما كانت تضطره أحيانا للرد على أكثر التهجمات الشخصية جنونا و غباوة [14]. و قد تحاشى ماركس حلقات المهاجرين و صاغ في جملة من المؤلفات التاريخية نظريته المادية باذلا جهده على دراسة الاقتصاد السياسي. و قد نفح ماركس في هذا العلم روحا ثورية (انظر مذهب ماركس لاحقا) في مؤلفيه: "مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي"(1859) و "رأس المال" (المجلد الاول 1867).
ثم جاءت مرحلة انتعاش النشاط في الحركة الديمقراطية في أواخر العقد السادس و في العقد السابع فدفعت ماركس من جديد إلى النشاط العملي. ففي سنة 1864 (28 أيلول/سبتمبر) تأسست في لندن الأممية الاولى المشهورة (جمعية الشغيلة العالمية). وكان ماركس روحها كما كان أيضا واضع "رسالتها" الاولى [15] و عدد كبير من المقررات و التصريحات والبيانات. إن ماركس بجمعه شمل الحركة العمالية في مختلف البلدان و سعيه إلى توجيه شتى أشكال الاشتراكية غير البروليتارية السابقة للماركسية (مازيني، برودون، باكونين، التريديونية الليبرالية الانجليزية، الانحرافات اللاسالية اليمينية في ألمانيا، الخ.) في طريق النشاط المشترك و كفاحه نظريات جميع هذه الشيع و المدارس الصغيرة قد صاغ تكتيكا موحدا لنضال الطبقة العاملة البروليتاري في مختلف البلدان. و بعد سقوط كومونة باريس (1871) التي قدرها ماركس تقديرا عميقا، أخاذا، باهرا، فعالا، ثوريا ("الحرب الاهلية في فرنسا" 1871) وبعد الانشقاق الذي أحدثه الباكونيون[16] في الأممية لم يعد باستطاعة هذه الأممية أن تعيش في أوروبا وعقب مؤتمر 1872 في لاهاي انتقل المجلس العام للأممية إلى نيويورك بناء على رأي ماركس. و هكذا أنجزت الأممية الأولى مهمتها التاريخية مفسحة المجال لمرحلة من النمو في الحركة العمالية في جميع البلدان نموا أقوى و أشد مما مضى إلى ما لا حد له، مرحلة تطور هذه الحركة من حيث الاتساع مرحلة تأليف أحزاب عمالية اشتراكية جماهيرية على أساس شتى الدول القومية.
وما بذله ماركس من نشاط شديد في الأممية و ما قام به من أعمال نظرية بمزيد من الشدة أيضا قد زلزلا صحته زلزلة نهائية. وقد واصل وضع الاقتصاد السياسي على أسس جديدة و اتمام كتاب "رأس المال" جامعا عددا ضخما من المستندات الجديدة و دارسا عدة لغات (اللغة الروسية مثلا) و لكن أقعده المرض عن انجاز كتاب "رأس المال".
و في الثاني من كانون الأول / ديسمبر سنة 1881 ماتت زوجته. وفي 14 آذار / مارس سنة 1883 رقد ماركس في كرسيه رقادا أخيرا هادئا و دفن مع زوجته في مقبرة هايغات في لندن. و قد مات لماركس عدة أبناء و ما يزالون أطفالا في لندن حين كانت عائلته تعاني بؤسا مدقعا. و كانت بناته الثلاث متزوجات من اشتراكيين من انجلترا و فرنسا و هن: ايلينوار ايفلينغ و لورا لافارغ و جيني لونغي و ابن هذه الاخيرة عضو في الحزب الاشتراكي الفرنسي.
1. الهيغيليين اليساريين او الهيغيليين الشبان: اتجاه مثالي في الفلسفة الألمانية في ثلاثينات و أربعينات القرن التاسع عشر. حاول الهيغيليون الشبان الخروج بنتائج راديكالية لاثبات ضرورة الاصلاح البرجوازي في ألمانيا. و كان زعماء ذاك الاتجاه: دايفيد ستراوس الأخوة باور ماكس ستيرنر و آخرون. و لوقت ما انضم فيورباخ و كذلك ماركس و انجلس في فترة شبابهم إلى الهيغيليين الشبان. و انفصل ماركس و انجلس فيما بعد عنهم و انتقدوا الفحوى المثالي و البرجوازي الصغير للاتجاه في "العائلة المقدسة" (1844) و "الايديولوجيا الالمانية" (1845–1846).
2. "لودفيغ فيورباخ و نهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية"، فيريديريك انجلس.
3. "الجريدة الرينانية للسياسة و التجارة و الصناعة": جريدة يومية ظهرت في كولونيا من 1 جانفي 1842 إلى 31 مارس 1843. أسسها ممثلون عن البرجوازية الرينانية الذين كانوا يعارضون الاستبداد البروسي. و قد تم استدعاء بعض الهيغيليين اليساريين للاسهام في الجريدة. و أصبح ماركس متعاونا في أفريل 1842 و أحد محرريها منذ أوكتوبر من نفس السنة. و تحت اشراف ماركس أصبحت "الجريدة الرينانية" تتخذ صبغة ديمقراطية ثورية. و في جانفي 1843 أصدرت الحكومة البروسية أمرا باغلاق الصحيفة في 1 أفريل 1843 و في نفس الوقت فرض رقابة خاصة مشددة.
4. لم يقع ادراج هذه "البيبلوغرافيا" التي كتب لينين لهذا المقال.
5. المرجع هو مقال ماركس "تبرير مراسل الموزال".
6. المرجع هو "الحوليات الألمانية–الفرنسية". مجلة أشرف على تحريرها كارل ماركس و ارنولد روج و صدرت بالألمانية في باريس. و لم يظهر منها إلا العدد الأول – عددا مزدوج– في فيفري 1844. و قد تضمنت أعمالا لكارل ماركس و فردريك انجلس التي سجلت الانتقال النهائي لماركس و انجلس نحو المادية و الشيوعية. و توقف اصدار المجلة نتيجة اختلافات جوهرية بين ماركس و البرجوازي الراديكالي روج.[/b]