لماذا ماركس الان

ان ما نراه في وقتنا الحالي من عودة الى ماركس وكتاباته، باعتباره المفكر
الاهم الذي لا يمكن تجاوزه في اية محاولة لفهم الرأسمالية لمواجهتها. رغم
جميع المحاولات المحمومه من الراسمالييه و الامبرياليه وضعه علي رف التاريخ، ليتم نسيانه مع هيمنة ايديولوجيا
" نهاية التاريخ" و " أبدية الرأـسمالية او محاوله تعليب افكاره
نظرية الممارسة (البراكسيس).


لعل هذه العودة للاهتمام بالماركسية يمكن تفسيرها
بحالة استمرار الفوضى العالمية (او العولمة) الاقتصادية والسياسية للنظام
الرأسمالي في بدايات القرن الحادي والعشرين. فقد نشرت صحيفة الفايننشال
تايمز في 25 مارس 1998 مقالاَ يؤكد ان البيان الشيوعي "لماركس وانجلز وصف
وضعاَ للاقتصاد العالمي يشبه ذلك القائم عام 1998 اكثر منه ذلك في عصرهما عام
1848".


و يمكننا القول ان سر عوده ماركس بافكاره بتلك القوه راجع
الي انكشاف آكذوبة "النظام العالمي الجديد" و " الشرق الاوسط
الكبير" على حقيقتهما مع اندلاع الحروب الامبريالية والمذابح الجماعية في
منطقتنا وفي البلقان وافغانستان والصومال ورواندا وفلسطين ولبنان و....، وفشل ما
سمي "بمعجزة" اقتصادات النمور الاسيوية، و افلاس الارجنتين التي كانت
تسمى بالتلميذ النجيب لليبرالية المتوحشة. و من جهة اخرى، باندلاع حركات
جماهيرية واسعة وعالمية، كحركة مناهضة العولمة الرآسمالية، وحركة مناهضة الحروب
الامبريالية، والاضرابات الواسعة في دول اوربا المتقدمة كفرنسا وغيرها،
والانتفاضات الجماهيرية في الارجنتين واندونيسيا..الخ، وانتصارات اليسار في امريكا
اللاتينية.


تناقض هذه الوقائع تماماَ الصورة المثالية التي يسعى دعاة
الرأسمالية وايديولوجيا الليبرالية الى طرحها. فلم تقدم الرأسمالية ولا الليبرالية
لا سلاماَ ولا رفاهاَ. بل يقدمان حروباَ واضطهاداَ واستغلالا وفوضى عالمية
لا مثيل لها.

شكرا على المساهمة



www.awraq.canalblog.com